للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: قوله: "ليس بالقوي"؛ تفرَّد بها أبو حاتم الرازي -رَحِمَهُ اللهُ-، وقد خالفه أبو زرعة فقال: "ليس به بأس"، ووثقه ابن حبان، والذهبي، واحتج به مسلم، وقال الحافظ، "صدوق يهم".

أما قول الشيخ وفقه الله: "صاحب مناكير"!

فلم أجد من الحفَّاظ من أطلق عليه هذا القول، غاية ما في الأمر أن أبا حاتم قيَّد ذلك بروايته عن الدراوردي، فقال: "يروي عن الدراوردي أحاديث منكرة"، فلا يصحّ والحال هذه إطلاق القول بأنه صاحب مناكير!

أما توثيقه لابن عجلان؛ فنعم، لكن تقدم نقل الحافظ ابن حجر عن الإمام يحيى بن معين أنه اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري.

فالذي يترجّح هو: صحَّة رواية أبي هريرة المرفوعة، سيما وأن لها طريقاً آخر: نقد أخرج الترمذي (٣٠٧٦) وابن سعد في "الطبقات" (١/ ٢٧ - ٢٨) والحاكم (٢/ ٣٢٥، ٥٨٥ - ٥٨٦) وابن جرير في "تاريخه" (١/ ٩٦) والفريابي في "القدر" (رقم: ١٩).

من طريق: الفضل بن دكين، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.

وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وخالف عبدُ الله بن وهب، الفضلَ، فرواه عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة به.

أخرجه الفريابي في "القدر" (٢٠).

وخالفهما جعفر بن عون؛ فرواه عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة به، دون واسطة.

أخرجه إسحاق بن راهويه كما في "شفاء العليل" لابن القيم (١/ ٧٣ - العسكان).

ورواية الفضل هي الأصح، والله أعلم.

وقال الحاكم: "وله شاهد صحيح"، ثم ساقه من طريق: أبي خالد الأحمر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي هريرة به.