للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقه الأثر:

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٢٧/ ٢ - ٢٨): "قول الصحابي: (كنا نفعلُ كذا) مسند؛ ولو لم يصرًح بإضافته إلى زمنِ النبيّ - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ وهو اختيار الحاكم. وقال الدارقطني والخطيب، وغيرهما: هو موقوف. والحق: أنه موقوف لفظًا، مرفوع حُكمًا؛ لأن الصَّحابيَّ أوردَهُ مقام الإحتجاج على أنه أراد كونه في زمن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -".

وقال الحافظ ابن عبد البرّ في "التمهيد" (١/ ٢٩٥ - المغربية): "معنى هذا الحديث: السعة في وقت العصر، وأن الصحابةَ -حينئذٍ- لم تكن صلاتهم في فور واحد، لعلمهم بما أُبيح لهم من سعة الوقت".

* * *

٥٩١ - وعن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد؛

أنه قال: "ما أدركتُ الناسَ إلا وهم يُصَلُّونَ الظُّهْرَ بعَشِيِّ".

صحيح. أخرجه مالك في "الموطأ" (١/ ١٩٩/ رقم: ١٤)، ومن طريقه عبد الرزاق في "المصنف" (١/ ٥٤٦ - ٥٤٧/ رقم: ٢٠٦٧).

- فقه الأثر:

القاسم بن محمد؛ هو ابن أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنه -، وهو من كبار التابعين.

قوله: "ما أدركتُ الناس" - أي: الصحابة- رضي الله عنهم -، لأن فعلهم هو المعتدُّ به المحتجُّ به، لا فعل غيرهم.

قوله: "إلا وهم يصلُّونَ الظُّهْرَ بعَشِي" - قال ابن عبد البرّ في "الاستذكار" (١/ ٢٤٦): "قال مالك: يريد الإبراد بالظهر، وقيل: أراد بعد تمكن الوقت ومضي بعضه، وأنكر صلاته أثر الزوال".