للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٨٩ - وعن أبي عَطِيّة (١) قال: دخلتُ أنا ومَسْرُوقٌ (٢) على عائشةَ فقال لها مسروقٌ: رجُلان من أصحابِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، كلاهُما لا يألُو عنِ


= قلت: لعل العلة في ذلك هو ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما رواه أبو داود (٢٣٥٣) عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون".
•• قال ابن حجر في "الفتح" (٤/ ١٩٩): "من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعمًا ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة! ولا يعلم بذلك إلا آحاد الناس، وقد جرهم ذلك إلى أن صاروا لا يؤذنون إلا بعد الغروب بدرجة؛ لتمكين الوقت زعموا! فأخروا الفطر، وعجلوا السحور، وخالفوا السنة، فلذلك قل عنهم الخير، وكثر فيهم الشر، والله المستعان".
قلت: أما فى زماننا هذا ففد زادت هذه البدع المنكرة زيادة فاحشة -ولا حول ولا قوة إلا بالله- وإذا أراد الناس أن يعود لهم الخير، فليعودوا هم إلى سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، كما كان سلفهم الصالح، فقد: "كانت الصحابة -رضي الله عنهم- إذا خذلوا في أمر فتشوا على ما تركوا من السنة، فإذا وجدوه علموا أن الخذلان إنما وقع بترك تلك السنة" انظر "الإعلام" لابن الملقن (٢/ ١٧٢/ ب). وانظر تعليقي على الحديث رقم (٦٥٨) في "بلوغ المرام".
(١) هو: الوادعي الهَمْداني -اختلف في اسمه- تابعي، كوفي، ثقة، كان من أصحاب ابن مسعود وشهد مشاهد عليّ رضي الله عنه، مات بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير، روى له الجماعة سوى ابن ماجة.
وحديثه المذكور هنا عندهم [رواه مسلم كما في التخريج، وأبو داود (٢٣٥٤)، والترمذي (٧٠٢) والنسائي (٤/ ١١٤)].
(٢) هو: ابن الأجدع الهَمْداني؛ أبو عائشة الكوفي، يقال: إنه سرق وهو صغير، ثم وجد، فسمي مسروقًا، قال عنه العجلي في "الثقات" (١٥٦١): "تابعي، ثقة، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون، وكان يصلي حتى ترم قدماه".
وقال ابن حجر في "التقريب": "ثقة، فقيه، عابد، مخضرم". مات سنة اثنتين -وقيل: ثلاث- وستين، وروى له الجماعة.