للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أظهره الله شاهداً على صدقه من الآيات الأفقية كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (١)؟ .

ولذلك أمثلة:

المثال الأول: انشقاق القمر، فقد انشق القمر وصار فرقتين، وشاهد الناس ذلك، وقد أشار الله إلى ذلك في القرآن، فقال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} (٢) وقد أجمع العلماء على وقوع ذلك في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة، وقد رآه الناس بمكة. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين رآه: " اشهدوا اشهدوا" (٣)، وقدم المسافرون من كل وجه فأخبروا أنهم رأوه" (٤).

والمثال الثاني: " نزول المطر باستسقائه مباشرة، وإقلاع المطر باستصحائه مباشرة" (٥)، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " أصابت سنة - أي جدب - على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا. فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة (٦)، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء


(١) فصلت: ٥٣.
(٢) القمر: ١ - ٣.
(٣) سبق تخريجه: ٦٠.
(٤) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ٥/ ٣١١ - ٣١٢.
(٥) المرجع السابق: ٥/ ٣١٣.
(٦) القزعة: بفتح القاف والزاي بعدها مهملة، أي سحاب متفرق. فتح الباري: ٢/ ٥٠٣.

<<  <   >  >>