للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: صلة هذه الدراسات بالعقيدة]

إن كثيراً من أمور الدين وعقائده إنما هي إيمان بالغيب، فالحياة البرزخية غيب، والحياة الآخرة غيب، من قيام الساعة إلى البعث والنشور إلى الحساب والميزان ... كل هذا غيب يجب الإيمان به.

وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه الكريم عن بعض الأمور الغيبية، وأخبرنا أنها ستقع، ووقعت هذه الأمور التي أخبر الله عنها على نحو ما أخبر، مما يعرفه المؤمن والكافر، والبر والفاجر.

فالتنكر للإيمان بالغيب إلحاد ونقص في العلم، والإيمان به من صفات عباد الله المؤمنين المهتدين المفلحين، قال تعالى: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١).

ودراسة الغيب المستقبل والإطلاع عليه من أمور الدين التي جاء بها رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخبر الله - عز وجل - عن بعضها، وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعضها، وعلَّم ذلك كله للصحابة - رضي الله عنه -، واهتموا به وسألوا عنه؛ لأنه من عقيدتهم، ومن ذلك أن عائشة - رضي الله عنها - سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (٢)، أين يكون الناس يومئذ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: " على الصراط" (٣).


(١) البقرة: ٢ - ٥.
(٢) إبراهيم: ٤٨.
(٣) صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة: ٤/ ٢١٥٠ برقم (٢٧٩١).

<<  <   >  >>