للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويستقيموا على طاعته (١).

فالله - عز وجل - قدر هذه الآية الكونية، وقدر سيرها وانتظامها واجتماعها في وقت معين، ويحدث بها من التغيرات ما يشاء، ولا يشركه في ذلك أحد، مما يدل على أنها آية من آيات الله، فإذا رأى الناس هذه الآيات وتغيراتها، عرفوا قدرة من خلقها وسيّرها، فعبدوه وحده، وخافوه دون غيره، واستحضروا عظمته وجلاله وكبرياءه (٢).

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى مخيلة (٣) في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه (٤)، فعرفته عائشة - رضي الله عنها - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " وما أدري لعله كما قال قوم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} (٥) ... الآية" (٦).

لكن ينبغي عدم الجزم بوقوع الآية (٧)؛ لان من يخبر بوقوع الآية الكونية لا يكون مصيباً في جميع الأوقات، بل قد يخطئ في حسابه، ولا يلزم تصديقه على كل حال (٨).


(١) انظر: فتاوى اللجنة الدائمة: ٨/ ٣٢٢.
(٢) انظر: مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ١٦/ ٢٩٩، ٣٤٢ - ٣٤٧.
(٣) المخيلة: موضع الخيل، والمراد هنا السحابة الخليقة بالمطر. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير المبارك ابن محمد الجزري، تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت: ٢/ ٩٣.
(٤) أي: كشف عنه الخوف. المصدر السابق: ٢/ ٣٦٤.
(٥) الأحقاف: ٢٤.
(٦) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}: ٦١٦ برقم (٣٢٠٦).
(٧) انظر: مجموع الفتاوى: ٢٤/ ٢٥٨، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم، جمع: الشيخ عبد الرحمن بن قاسم، ط ٢: ١/ ١٦٨ - ١٧٠.
(٨) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لعبد الله بن محمد الغنيمان، دار العاصمة، الرياض، ط ٢: ١/ ١٠٠.

<<  <   >  >>