للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حوبنا (١) وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع (٢) فيبرأ " (٣).

[٩ - صفة العلم]

أخبر الله - عز وجل - عن كمال علمه وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة ولو كانت في هذه السماء العظيمة، والأرض الوسيعة (٤)، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٥).

وقال تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (٦).

فهذا يدل على كمال صفاته سبحانه وتعالى، وسعة علمه، وأنه يعلم غيب السماوات والأرض، وما تكنه السرائر وتنطوي عليه الضمائر، وسيجازي كل


(١) بضم الحاء، والمراد ها هنا: الذنب الكبير كما يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}، وهو الحوبة أيضا مفتوحة الحاء مع إدخال الهاء. انظر: عون المعبود: ١٠/ ٢٧٤.
(٢) بفتح الجيم أي المرض، أو بكسر الجيم أي المريض. انظر: عون المعبود: ١٠/ ٢٧٥.
(٣) سنن أبي داود، كتاب الطب، باب كيف الرقى؟ : ٤٢٧ برقم (٣٨٩٢)، والنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يقول من كان به أسرُ-تحقيق: فاروق حمادة، دار الكلم الطيب، دمشق، ط ١: ٥٧٩ برقم (١٠٣٥)، والحاكم في مستدركه: ١/ ٣٤٤، وقال: قد احتج الشيخان بجميع رواه هذا الحديث غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث، وقال الذهبي - عن زيادة-: قال البخاري وغيره منكر الحديث. والحديث حسنه ابن تيمية، انظر: العقيدة الواسطية لابن تيمية بشرح محمد خليل الهراس، وتصحيح وتعليق: إسماعيل الأنصاري، دار ابن القيم، الدمام: ١١٧.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير: ١/ ٣٥٢.
(٥) آل عمران: ٥ - ٦.
(٦) يونس: ٦١.

<<  <   >  >>