للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (١)، وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} (٢)، بل إن أهل الكتاب كانوا يعلمون ذلك، وقد طلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليهم كتاباً من السماء كما نزلت التوراة على موسى - عليه السلام - مكتوبة، قال تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} (٣)، فدل هذا على معرفة أهل الكتاب بأن الكتب تنزل من عند الله من السماء (٤).

وكذلك قال كفار قريش (٥): {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (٩٢) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (٦).

[ثامناً: الإيمان بالرسل]

كان مما يستدل به النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنه رسول الله، وعلى وجوب إفراد الله بالعبادة قوله أن الذي أرسلني هو خالق كل شيء - ومن ذلك السماوات- وربه ومليكه، الذي بيده الملك والإحياء والإماتة، وله الحكم (٧)، قال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي


(١) البقرة: ١٧٦.
(٢) النساء: ١٠٥، الزمر: ٢.
(٣) النساء: ١٥٣.
(٤) انظر تفسير القرطبي: ٦/ ٦، وتفسير ابن كثير: ٢/ ٤٤٦.
(٥) انظر: تفسير الطبري: ١٥/ ١٨٨.
(٦) الإسراء: ٩٠ - ٩٣.
(٧) انظر: تفسير الطبري: ٩/ ١٠٥، وتفسير ابن كثير: ٣/ ٤٩١.

<<  <   >  >>