للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (١).

وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٢)، وقال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (٣).

ففي هذه الآيات"ينبه تعالى عباده على آياته العظام، ومننه الجسام، في تسخيره الليل والنهار يتعاقبان، والشمس والقمر يدوران، والنجوم الثوابت والسيارات، في أرجاء السماوات نورا وضياء" (٤)، وأن ذلك استقام للناس" بجعل الله حركات الشمس والقمر على نظام واحد لا يختلف، وذلك من أعظم دلائل علم الله وقدرته، وهذا بحسب ما يظهر للناس منه ولو اطلعوا على أسرار ذلك النظام البديع لكانت العبرة به أعظم" (٥).

وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث عن الشمس والقمر أنهما: "آيتان من آيات الله" (٦)، أي علامتان دالتان على وحدانية الله وعظيم قدرته (٧).

[٢ - صفة الرؤية والعلو]

من عقيدة أهل السنة والجماعة أن المؤمنين يرون الله تبارك وتعالى


(١) يونس: ٥.
(٢) النحل: ١٢.
(٣) يس: ٣٨ - ٤٠.
(٤) تفسير ابن كثير: ٤/ ٥٦١.
(٥) التحرير والتنوير: ٦/ ٣٧٨.
(٦) سبق تخريجه: ٥.
(٧) فتح الباري: ٢/ ٥٢٨.

<<  <   >  >>