للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على هذا النبي من أعظم معجزاته، وأخص كراماته" (١).

[سادساً: الإيمان باليوم الآخر]

ذكر الله - عز وجل - في سورة الرعد تفصيل بعض آياته - ومنها الشمس احتجاجاً بها على المعاد ولقاء الله- فقال: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى}، ثم قال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (٢) أي" يفصل لكم ربُّكم آيات كتابه، فيبينها لكم احتجاجًا بها عليكم أيها الناس، لتوقنوا بلقاء الله والمعاد إليه، فتصدقوا بوعده ووعيده، وتنزجروا عن عبادة الآلهة والأوثان، وتخلصوا له العبادة إذا أيقنتم ذلك" (٣).

وقال الله تعالى مستدلاً على البعث - بعد أن ذكر جملة من الآيات والمخلوقات العظيمة، ومنها الشمس - {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} (٤)، أي اطلب منهم الفتوى، فيما تسألهم عنه أهم أشد خلقا؟ أم من خلقنا من المخلوقات التي هي أعظم وأكبر منهم؟ .

"وجواب الاستفتاء المذكور الذي لا جواب له غيره، هو أن يقال: من خلقت يا ربنا من الملائكة، ومردة الجن، والسماوات والأرض، والمشارق، والمغارب، والكواكب، أشد خلقا منا ; لأنها مخلوقات عظام أكبر وأعظم منا، فيتضح بذلك البرهان القاطع على قدرته جل وعلا على البعث بعد الموت ; لأن من المعلوم بالضرورة أن من خلق الأعظم الأكبر كالسماوات والأرض، وما ذكر معهما -ومن ذلك الشمس- قادر على أن يخلق الأصغر الأقل" (٥).


(١) فتح الباري: ٦/ ٢٢٣، وانظر: تفسير القرطبي: ٦/ ١٣١.
(٢) الرعد: ٢.
(٣) تفسير الطبري: ١٣/ ١١٥، وانظر: تفسير ابن كثير: ٤/ ٤٣٠.
(٤) الصافات: ١١.
(٥) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: ٦/ ٦٧٨.

<<  <   >  >>