للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشابهة المشركين والمنافقين في عبادتهم؛ فإن الشمس تطلع وتغرب بين قرني شيطان وعندئذ يسجد لها الكفار، "وقد نهينا عن التشبه بهم، بل وعما يؤدي إليه أو يوهمه" (١).

وفي حديث إسلام عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - أنه قال: "يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع؛ فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس؛ فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار" (٢).

"وكان - صلى الله عليه وسلم - يكره التشبه بالكفار ويحب مخالفتهم وبذلك وردت سنته - صلى الله عليه وسلم -، وكأنه أراد - والله أعلم - أن يفصل دينه من دينهم، إذ هم أولياء الشيطان وحزبه فنهى عن الصلاة في تلك الأوقات" (٣).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا" (٤)، وفي هذا الحديث التحذير من"التشبه


(١) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد بن علان الصديقي، اعتنى به: سمير خالد الرجب، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ١: ٢/ ٣٣٥.
(٢) سبق تخريجه: ٢٦٣.
(٣) التمهيد: ٤/ ١١، وانظر: الاستذكار: ١/ ٣٦٤.
(٤) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التبكير بالعصر: ١/ ٤٣٤ برقم (٦٢٢).

<<  <   >  >>