للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بين أهل العلم المراد بذلك، فقالوا: إن قوله: " {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} (١)، المراد به جنس المشرق والمغرب، فهو صادق بكل مشرق من مشارق الشمس التي هي ثلاثمائة وستون، وكل مغرب من مغاربها التي هي كذلك، فلله المشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم والمغرب الذي تغرب فيه كل يوم.

وقوله: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}، يعني مشرق الشتاء، ومشرق الصيف ومغربهما. وقيل: مشرق الشمس والقمر ومغربهما.

وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} أي: مشارق الشمس ومغاربها الثلاثمائة وستون. وقيل: مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها" (٢).

[الخامس عشر: الأقوال والألفاظ المخالفة]

١ - تسمية بعض الزهور بـ"عباد الشمس":

وهذا أمر لا يجوز لأن الزهور لا تعبد الشمس وهو تعبيد لغير الله، وهي إنما تعبد الله - عز وجل - كما قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (٣). "وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمراقبة الشمس، ونحو ذلك من العبارات" (٤).


(١) البقرة: ١١٥.
(٢) انظر: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لمحمد الأمين الشنقيطي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط ١: ٢٢، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٤٩٢، فتح الباري: ٤/ ٤٤٧، وأضواء البيان ٦/ ٦٧٥.
(٣) فصلت: ٣٧.
(٤) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ٣/ ١١٨، وانظر: معجم المناهي اللفظية: ٣٧٤.

<<  <   >  >>