للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثالثاً: توحيد الأسماء والصفات]

[١ - صفة العلم والقدرة]

قد سبق في مبحث الشمس (١) بيان الاستدلال بخلقها على كمال قدرة الله وعلمه، وعظيم سلطانه، وأن في جعله الشمس ضياءً والقمر نوراً، وفي جريانهما على نظام واحد، دليل من أعظم الدلائل على علم الله وقدرته.

وفي قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (٢)، دليل على قدرته وعلمه، حيث جعل "سلطان القمر بالليل، وقدره منازل، فأول ما يبدو صغيرًا، ثم يتزايد نُوره وجرمه، حتى يستوسق ويكمل إبداره، ثم يشرع في النقص حتى يرجع إلى حاله الأول في تمام شهر" (٣).

وفي آية أخرى بعد أن ذكر التقدير للشمس والقمر، بين أن هذا التقدير من عزيز عليم، قال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (٤).

[٢ - صفة الرؤية والعلو]

سبق في مبحث الشمس بيان الاستدلال بها على صفة الرؤية والعلو (٥)، وحيث قرن القمر بالشمس في نفس الحديث؛ فإنه يستدل به نفس الاستدلال من إثبات رؤية الله تعالى وعلوه، وأن المؤمنين يرون ربهم كما يرون الشمس والقمر صحواً ليس دونها سحاب، ومن جهة العلو.


(١) ص: ٢٥٤.
(٢) يس: ٣٩ - ٤٠.
(٣) تفسير ابن كثير: ٤/ ٢٤٨.
(٤) الأنعام: ٩٦.
(٥) ص: ٢٥٥.

<<  <   >  >>