للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالشمس، فإنه ذكر معها في الآيات المقسم بها، قال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} (١).

كما أقسم تعالى بالقمر، وبالليل وقت إدباره، والنهار وقت إسفاره، على أن سقر

-جهنم- إحدى الأمور العظام، لاشتمال هذه المذكورات على آيات الله العظيمة، الدالة على كمال قدرة الله وحكمته، وسعة سلطانه، وعموم رحمته، وإحاطة علمه (٢)، فقال تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ} (٣).

[٣ - التوسل]

سبق في المبحث السابق: الشمس (٤) بيان أن من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر، وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك" (٥).

وأن هذا توسل إلى الله - عز وجل - بما وصف من أفعاله به نفسه - ومنه جعل الشمس والقمر حسباناً - في قوله تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (٦).


(١) الشمس: ١ - ٢.
(٢) انظر: تفسير البغوي: ٤/ ٥٠٦، وتفسير السعدي: ١/ ٨٩٧.
(٣) المدثر: ٣٢ - ٣٥.
(٤) ص: ٢٦١.
(٥) سبق تخريجه: ٢٦١.
(٦) الأنعام: ٩٦.

<<  <   >  >>