للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي بيان أول زمرة (١) تدخل الجنة بين - صلى الله عليه وسلم - أنهم على صورة القمر، فقال: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب" (٢).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً زمرة واحدة، منهم على صورة القمر" الحديث (٣).

" يعني: أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه، وكماله، وهي ليلة أربعة عشر، وبذلك سمي القمر بدراً في تلك الليلة، ومقتضى هذا أن أبواب الجنة متفاوتة بحسب درجاتهم" (٤).

وقد أقسم الله تعالى بآيات الليل - ومنها القمر إذا امتلأ نورًا بإبداره (٥) - على ركوب الناس أطواراً متعددة، وأحوالاً متابينة، من خلق في مراحل متعددة، ثم موتٍ، ثم بعثٍ ومجازاةٍ، وهذه الأمور دالة على أن الله وحده هو المعبود، المدبر لعباده بحكمته ورحمته، وعلى البعث والجزاء (٦)، قال تعال: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} الآيات (٧).


(١) الزمرة: الجماعة في تفرقة بعضها في اثر بعض. انظر: شرح النووي على مسلم: ٣/ ٩٠.
(٢) صحيح مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب أول زمرة تدخل الجنة: ٤/ ٢١٧٨ برقم (٢٨٣٤).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب: ١/ ١٩٨ برقم (٢١٧).
(٤) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ٧/ ١٧٩، وانظر: فتح الباري: ١١/ ٤١٣.
(٥) انظر: تفسير ابن كثير: ٨/ ٣٥٩.
(٦) تفسير السعدي: ١/ ٩١٨.
(٧) الانشقاق: ١٦ - ١٩.

<<  <   >  >>