للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (١)، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} (٢).

وفي حديث رؤية الهلال (٣): قوله: "ربي وربك الله": "فيه إثبات أن الناس والقمر وجميع المخلوقات كلها مربوبة لله مسخرة بأمره خاضعة لحكمه، وفي هذا رد على من عبدها من دون الله.

وفيه إقتداء النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبيه إبراهيم - عليه السلام - حيث قال: {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} (٤)، بعد قوله {هَذَا رَبِّي} (٥) " (٦).

[ثانياً: نسبة الحوادث إلى حركة القمر]

سبق في المبحث السابق: الشمس (٧) بيان أن من القوادح العقدية نسبة الحوادث إلى حركة الشمس، وما تقتضيه هذه الحركة من السعود والنحوس، وما تعطيه من السعادة والشقاوة، وتهبه من الأعمار والأرزاق والآجال، والصنائع والعلوم والمعارف، والصور الحيوانية والنباتية والمعدنية، وسائر ما في هذا العالم من الخير والشر.

وبيان أنه ليس في القرآن ولا السنة ما يدل على ذلك، بل فيهما ما يبطله ويرده، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الكسوف بطلان ما يعتقده أهل الجاهلية


(١) فصلت: ٣٧.
(٢) الحج: ١٨.
(٣) سبق تخريجه: ٢٩٠.
(٤) الأنعام: ٧٦.
(٥) الأنعام: ٧٦.
(٦) فيض القدير: ٥/ ١٣٥.
(٧) ص: ٢٧٠.

<<  <   >  >>