للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أن كسوف الشمس أو القمر لموت أحد أو حياته، فقال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته" (١).

وكذلك يقال في القمر، وأن حركته ليس لها تأثير في الحوادث، وأن القمر مسخر بأمر الله (٢)، قال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٣).

[ثالثاً: تحريف معنى سجود القمر]

سبق في المبحث السابق: الشمس (٤)، بيان أن من المخالفات العقدية تحريف معنى سجود الشمس الوارد في الكتاب والسنة، في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (٥).

فقال بعضهم: أن المراد بهذا السجود الخشوع والانقياد، وقيل: المراد بالسجود الدلالة على الله.

وكذلك قيل في سجود القمر.

والجواب أنه قد سبق في مبحث عبودية الكائنات (٦) أن هذه الآيات الكونية تسجد لله سجوداً حقيقياً الله أعلم بكيفيته، وأن هذا السجود من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها ونسلم، وأن كل شيء يسجد لله طوعا


(١) سبق تخريجه: ٥.
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة: ٢/ ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٣) الأعراف: ٥٤.
(٤) ص: ٢٧١.
(٥) الحج: ١٨.
(٦) انظر: ٦٥.

<<  <   >  >>