للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل" (١).

[ثامناً: منزلة الصحابة]

عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" (٢).

في هذا الحديث تشبيه منزلة الصحابة للأمة بمنزلة النجوم للسماء (٣)؛ فالنجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك الصحابة، والنجوم زينة للسماء، ورجوم للشياطين حائلة بينهم وبين استراق السمع لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحي الوارد إلى الرسل من الله على أيدي ملائكته، وكذلك الصحابة زينة للأرض ورجوماً لشياطين الإنس والجن الذي يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا (٤)، فإذا انطمست النجوم، أوشك أن تضل الهداة، وهو"إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض" (٥).


(١) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته: ٤/ ١٧٩٨ برقم (٢٣٠٠).
(٢) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب بيان أن بقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة: ٤/ ١٩٦١ برقم (٢٥٣١).
(٣) انظر: الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: أحمد أبو العينيين، دار الفضيلة، الرياض، ط ١: ٤٣٧.
(٤) انظر: مفتاح دار السعادة: ١/ ١٠٩.
(٥) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لمحمد بن عبدالرحمن المباركفوري، تحقيق، عبد الرحمن محمد عثمان، دار ابن تيمية، القاهرة: ١٠/ ٢٢٧.

<<  <   >  >>