للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القرطبي: " فمن وحد الريح فلأنه اسم للجنس يدل على القليل والكثير.

ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح.

ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن، نحو: {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} (١)، و {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (٢)، فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله: {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} (٣) " (٤).

وفي الاصطلاح:

الرياح هواء متحرّك عبر سطح الأرض (٥)، وتموجات مكونات الغلاف الجوي من غازات وأبخرة وغبار حسب العوامل والمؤثرات.

"وتحدث الرياح نتيجة التسخين غير المتساوي للغلاف الجوي، عن طريق الطاقة المنبعثة من الشمس. تُسخِّن الشمس سطح الأرض بطريقة غير متساوية، فالهواء الذي يعلو المناطق الحارة يتمدد ويرتفع، ويحل محله هواء من المناطق الأبرد، وتسمى هذه العملية دورة.

فالدورة فوق الأرض بكاملها تسمى الدورة العامة، بينما تسمى الدورات النسبية الصغرى والتي يمكن أن تتسبب في حدوث تغيرات في الرياح يومًا بعد يوم، الدورات النسبية الشاملة للرياح.


(١) الروم: ٤٦.
(٢) الذاريات: ٤١.
(٣) يونس: ٢٢.
(٤) تفسير القرطبي: ٢/ ١٩٨، وانظر: التحرير والتنوير ٢١/ ١٢١، البرهان في علوم القرآن ٤/ ٩ - ١١.
(٥) الموسوعة العربية العالمية: ١١/ ٤٣٣.

<<  <   >  >>