للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم هو سبحانه إذا شاء جعل هذه الريح طيبة باردة، وإذا شاء جعلها قوية مدمرة مع" أنها جسم لطيف لا يمسك ولا يرى، وهي مع ذلك في غاية القوة، تقلع الشجر والصخر، وتخرب البنيان العظيم" (١).

سابعاً: مسائل الأسماء والأحكام:

أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن بعث الريح قد يكون لموت منافق، فعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بعثت هذه الريح لموت منافق"، فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات (٢).

أي عقوبة له، وعلامة لموته وراحة البلاد والعباد منه (٣).

ثامناً: منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال:

ضرب الأمثال:

من منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال ضرب الأمثلة لتوضيح الحقائق وتقريبها، وقد ضرب الله مثلاً لمحق ثواب أعمال الكفار في هذه الدنيا في إنفاقهم مثل الريح الباردة الشديدة التي فيها نار إذا أنزلت على حرث قد آن حصاده فدمرته وأهلكته (٤)، قال تعالى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (٥).


(١) لباب التأويل في معاني التنزيل لعلي بن محمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بالخازن، دار الفكر، بيروت، ١٣٩٩: ١/ ١٣٦.
(٢) صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: ٤/ ٢١٤٥ برقم (٢٧٨٢).
(٣) شرح النووي على مسلم: ١٧/ ١٢٧.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير: ٢/ ١٠٦.
(٥) آل عمران: ١١٧.

<<  <   >  >>