للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذكرهم الله تعالى بشواهد الربوبية والإنعام، وأنه على كل شيء قدير، إن شاء أنزل عليهم العذاب من أسفل منهم بالخسف، وبأنه تعالى قادر على تعذيب من كفر بالله وأشرك معه إلها آخر (١)، ليتدبروا فيتركوا العناد، ويفردوه بالعبادة.

وعند وجود الشدائد والخوف - ومن ذلك الزلازل- يلجأ الإنسان إلى ربه ومعبوده، ويتعوذ به من جميع الشرور، ففي الحديث عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فأقبل الليل قال: "يا أرض ربى وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، ومن شر ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد" (٢).

فقوله: "من شرك"، "أي من شر ما حصل من ذاتك من الخسف والزلزلة والسقوط عن الطريق والتحير في الفيافي" (٣).

[رابعاً: الإيمان بالرسل]

من الإيمان بالرسل الإيمان بجميع ما أخبروا به مما وقع، ومما سيقع، ومن ذلك الزلازل والخسوف التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي من دلائل نبوته (٤).


(١) انظر: المرجع السابق: ٢٩/ ٣٢.
(٢) سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل: ٢٩٤، برقم (٢٦٠٣)، ومسند الإمام أحمد: ١٠/ ٣٠٠ برقم (٦١٦١)، وقال محققه: إسناده ضعيف. وانظر: سنن أبي داود: ٢٥٥.
(٣) عون المعبود: ٧/ ٢٦٣.
(٤) لمعرفة الزلازل التي وقعت على الأمة الإسلامية انظر: كتاب المدهش لابن الجوزي، ت: فتحي الجندي، دار الكوثر، الرياض، ط ١: ١٠٠، وكتاب كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة للسيوطي، ت: عبد الرحمن الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة، ط ١: ٦٤، وزلازل جزيرة العرب في المصادر الإسلامية (منذ القرن الأول حتى القرن الحادي عشر الهجري/القرن السابع حتى القرن السابع عشر الميلادي) لخالد يونس الخالدي، مجلة الجامعة الإسلامية- سلسلة الدراسات الإنسانية-المجلد السابع عشر، العدد الأول: ٣٥٩ - ٣٧٠.

<<  <   >  >>