للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخصائص مختلفة واتحاد أنواعها في خصائص متماثلة استدلالاً على دقيق صنع الله تعالى، ويتضمن ذلك الاستدلال بخلق البحرين أنفسهما لأن ذكر اختلاف مذاقهما يستلزم تذكر تكوينهما.

فالتقدير: وخلق البحرين العذب والأجاج على صورة واحدة وخالف بين أعراضهما، ففي الكلام إيجاز حذف، وإنما قدم من هذا الكلام تفاوت البحرين في المذاق واقتصر عليه؛ لأنه المقصود من الاستدلال بأفانين الدلائل على دقيق صنع الله تعالى" (١) الذي يستلزم إفراد الله بالعبادة لأن القادر على ذلك هو الله وحده.

[١ - القسم]

يقسم الله بمخلوقاته مما هو من آياته الدالة على ربوبيته ووحدانيته (٢)، ويقسم بها على أن القيامة واقعة، ومن ذلك القسم بالبحر، قال تعالى: {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} (٣).

فالله سبحانه وتعالى يقسم بهذه الخلائق العظيمة على أمر عظيم، وهو وقوع العذاب على الكافرين (٤).

"ومناسبة القسم به -أي البحر- أنه به أهلك فرعون وقومه حين دخله موسى وبنو إسرائيل فلحق بهم فرعون (٥).


(١) التحرير والتنوير: ٢٢/ ٢٧٩.
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة: ١/ ٣١٤، وإمعان في أقسام القرآن: ٩/ ٤١.
(٣) الطور: ١ - ٧.
(٤) انظر: زاد المسير ٨/ ٤٧.
(٥) التحرير والتنوير: ٢٧/ ٣٩.

<<  <   >  >>