للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأقسم تعالى بالليل وقت إدباره، ووقت تغطيته وجه الأرض، والنهار وقت إسفاره وتجليته ما على الأرض، إلى غير ذلك، "لاشتمال المذكورات على آيات الله العظيمة، الدالة على كمال قدرة الله وحكمته، وسعة سلطانه، وعموم رحمته، وإحاطة علمه" (١).

فقال تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤)} (٢)، وقال تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (١) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (٢) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} (٣).

وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (٤).

[رابعًا: الإيمان بالملائكة]

من الإيمان بالملائكة الإيمان بجميع ما أخبر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عنهم وعن أعمالهم، ومن ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن لليل ملائكة وللنهار ملائكة ويجتمعون في صلاة الفجر (٥)، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تفضل صلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة، قال: وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر"، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (٦) " (٧).


(١) تفسير السعدي: ٨٩٧، وانظر: التحرير والتنوير: ٣٠/ ٣١٢.
(٢) المدثر: ٣٢ - ٣٤.
(٣) الشمس" ١ - ٤.
(٤) الفجر: ٤.
(٥) انظر: فتح الباري: ٢/ ٣٦.
(٦) الإسراء: ٧٨.
(٧) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها: ١/ ٤٤٩، برقم (٦٤٩).

<<  <   >  >>