للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خلق الله - عز وجل - آدم على صورته طوله ستون ذراعا " (١).

وفيه إثبات خلق الله - عز وجل - لآدم - عليه السلام - (٢).

[ثالثاً: توحيد الأسماء والصفات]

[١ - التسبيح]

أخبر الله - عز وجل - أنه يسبح له ما في السماوات والأرض، فقال: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (٣) ثم علل ذلك التسبيح بأن له ملك السماوات والأرض فله ملك العوالم العليا والعالم الدنيوي، ومن ضمن ذلك أنه يحيي ويميت، فقال تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٤).

"فالإحياء والإماتة مما يشتمل عليه معنى ملك السماوات والأرض؛ لأنهما من أحوال ما عليهما، وتخصيص هذين بالذكر للاهتمام بهما لدلالتهما على دقيق الحكمة في التصرف في السماء والأرض، ولظهور أن هاذين الفعلين لا يستطيع المخلوق ادعاء أن له عملا فيهما، وللتذكير بدليل إمكان البعث الذي جحده المشركون، وللتعريض بإبطال زعمهم إلهية أصنامهم كما قال تعالى: {وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} (٥) " (٦).


(١) صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته: ٦٣٤، برقم (٣٣٢٦)، وصحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير: ٤/ ٢١٨٣، برقم (٢٨١٤).
(٢) فتح الباري: ٦/ ٣٦١.
(٣) الحديد: ١.
(٤) الحديد: ٢.
(٥) الفرقان: ٣.
(٦) التحرير والتنوير: ٢٧/ ٣٥٨.

<<  <   >  >>