للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله قال لي أنفق أنفق عليك"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يمين الله ملآى لا يغيضها سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه قال وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض" (١).

ومعنى القبض الموت (٢).

[٥ - التردد]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته" (٣).

في هذا الحديث أن الله يكره أن يفعل شيئاً يكرهه عبده المؤمن، وهو يتعلق بهذه الآية الكونية - الموت- فيتردد لا للشك أو كون هذا مصلحة أو غير مصلحة، أي ليس عن جهل، لكن يتردد من جهة ما يتعلق بالعبد، هل يفعله والعبد يكره ذلك، أم لا يفعله.

"فالتردد نوعان: تردد للشك في النتيجة، وهذا منزه عنه الله - عز وجل - لأن الله تعالى لا يخفى عليه شيء، وتردد بما يتعلق بالغيب مع العلم


(١) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف: ٢/ ٦٩٠، برقم (٩٩٣).
(٢) انظر: شرح النووي على مسلم: ٣/ ٤٣٤، وفتح الباري: ١٣/ ٣٩٥.
(٣) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع: ١٢٤٦، برقم (٦٥٠٣).

<<  <   >  >>