للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها، أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى.

ويمكن أن يسمع صوتاً، ويقال له كذا، وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى" (١).

[رابعاً: توحيد الألوهية]

يذكر الله - عز وجل - من الأدلة على تفرده بالألوهية تفرده بالربوبية والخلق، وقهره لجميع المخلوقات وأنه المالك المتصرف في جميع المخلوقات ومنها هذه الآية الكونية -النوم- (٢).

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (٣).

ولما كان النائم بمنزلة الميت، والنوم أخوت الموت؛ علّم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرشد من أراد النوم أن يدعو ربه - عز وجل - ويسلم نفسه إليه، وأن يفوض أمره إليه وأن يوجه وجهه إليه مخلصاً له ويتوكل عليه (٤)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم أسلمت نفسي


(١) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبدالعزيز بن باز: ٦/ ٣٦٨، وانظر: كتاب رؤية الله في المنام لعمر إبراهيم، دار ابن الجوزي، عمان: ٣٨.
(٢) انظر: تفسير السعدي: ١٦١، ٢٥٩، والتحرير والتنوير: ٦/ ١٣٩.
(٣) الأنعام: ٦٠ - ٦٢.
(٤) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الرسالة بيروت، ط ١: ٤/ ٢١٩.

<<  <   >  >>