للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في دبر كل صلاة مكتوبة عشرا، عشرا، وإذا أويت إلى مضجعك تسبح الله وتكبره وتحمده مائة مرة، فتلك خمسون ومائتان باللسان، وألفان وخمس مائة في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مائة سيئة؟ " قالوا: كيف من يعمل بهما قليل؟ قال: " يجيء أحدكم الشيطان في صلاته، فيذكره حاجة كذا وكذا، فلا يقولها، ويأتيه عند منامه، فينومه، فلا يقولها، قال: ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده" (١).

كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الحلم من الشيطان، عن أبي قتادة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره" (٢).

وإضافة الحلم إلى الشيطان بمعنى أنها تناسب صفته من الكذب والتهويل وغير ذلك، بخلاف الرؤيا الصادقة فأضيفت إلى الله إضافة تشريف وإن كان الكل بخلق الله وتقديره (٣).


(١) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب في التسبيح عند النوم: ٥٤٦ برقم (٥٠٦٠)، ومسند الإمام أحمد: ١١/ ٤١، برقم (٦٤٩٨)، وقال محققه: حديث حسن لغيره، وصححه الألباني. انظر: صحيح سنن أبي داود: ٣/ ٩٥٥.
(٢) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده: ٦٢٩ برقم (٣٢٩٢).
(٣) فتح الباري: ١٢/ ٣٩٣.

<<  <   >  >>