للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً، قال: إن شئتم. فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دُفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمه إليه، تئن أنين الصبي الذي يُسكَّن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها" (١).

[سابعاً: الإيمان باليوم الآخر]

من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بجميع ما أخبر الله عنه وأخبرت عنه رسله -عليهم الصلاة والسلام- من البعث والجزاء، وقد ذكر الله - عز وجل - من الأدلة عليه إحياء الأرض بعد موتها بالنبات من كل زوج وصنف وهو دليل عقلي مشاهد محسوس (٢).

فقال تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (٣)، وقال تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} (٤).

كما أمر الله - عز وجل - بالتفكر في تكوّن الحبوب والثمار التي بها طعام الإنسان،


(١) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام: ٦٨٦، برقم (٣٥٨٤).
(٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٢/ ٦، ١٥/ ٢٥.
(٣) الحج: ٥ - ٧.
(٤) يس: ٣٣ - ٣٦.

<<  <   >  >>