للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - الطبيب]

عد بعض أهل العلم الطبيب من أسماء الله - عز وجل - (١)، عن أبي رمثة - رضي الله عنه -؛ قال: "أتيت للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي فرأى التي بظهره، فقال: يا رسول الله، ألا أعالجها لك فإني طبيب، قال: أنت رفيق والله الطبيب" (٢).

وعن عائشة - رضي الله عنها -: قالت: "مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعت يدي على صدره، فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الحقني بالرفيق الأعلى والحقني بالرفيق الأعلى " (٣).

[ثالثاً: توحيد الألوهية]

كثيراً ما يستدل الله - عز وجل - وجل في كتابه على المشركين بإقرارهم بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية، ومما يتعلق بهذه الآية الكونية -الأمراض- أن إبراهيم - عليه السلام - حين تبرأ من المشركين وآلهتهم التي تعبد إلا الله - عز وجل - رب العالمين ذكر من جملة صفاته أنه يشفي المرض (٤)، فقال تعالى: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (٧٧) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (٧٨) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ


(١) المنهاج في شعب الإيمان، للحليمي، تحقيق: حلمي فودة، دار الفكر: ١/ ٢٠٩، رقم (١٥٣٧)، الأسماء والصفات للبيهقي: ١/ ٢١٧، ومعتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى، لمحمد بن خليفة التميمي، دار إيلاف، ط ١: ٢٩٣، وأسماء الله الحسنى لعبدالله الغصن، دار الوطن، الرياض: ٣٥٥.
(٢) سنن أبي داود، كتاب الترجل، باب في الخضاب: ٤٥٨ برقم (٤٢٠٧)، ومسند الإمام أحمد: ٢٩/ ٣٩ برقم (١٧٤٩٢)، وقال محققه: إسناده صحيح. وانظر: السلسلة الصحيحة: ٤/ ٥١ برقم (١٥٣٧).
(٣) مسند الإمام أحمد: ٤١/ ٢٩١ برقم (٢٤٧٧٤)، وقال محققه: إسناده صحيح.
(٤) انظر: تفسير القرطبي: ١٣/ ١٠، وتفسير ابن كثير: ٦/ ١٤٥.

<<  <   >  >>