للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سادساً: الإيمان باليوم الآخر]

من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بجميع ما أخبر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من الجنة والنار، ومن ذلك أن الحمى من فيح جهنم فدل على أن النار مخلوقة الآن (١)، فعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء" (٢).

[سابعاً: الإيمان بالقدر]

من الإيمان بالقدر الإيمان بمشيئة الله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وكل مؤمن يعرف ويوقن تماماً أن من يتعرض لمسببات المرض فإن ذلك لا يعني أبداً أنه سوف يصاب بهذا المرض إذا أراد الله سبحانه وتعالى حفظه وتجنيبه، ومن لا يتعرض لمسببات المرض فإن ذلك لا يعني للمرء أنه لن يصاب بالمرض إذا قدر مُقدِر المقادير ومُسببُ الأسباب أن يصاب هذا المرء بالمرض، ومن واجب المسلم التوكل على الله سبحانه وتعالى في جميع أمور حياته اليومية، لكنه مأمور بالأخذ بالأسباب والتحصن ضد مسببات الأمراض (٣).

وقد علق النبي - صلى الله عليه وسلم - البرأ من المرض على إذنه ومشيئته سبحانه وتعالى، فعن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى" (٤)، "ففيه الإشارة إلى أن الشفاء متوقف على


(١) انظر: فتح الباري: ٦/ ٣٢٠، ٣٣٠، ومعارج القبول: ٢/ ٨٦١.
(٢) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة: ٦٢٥ برقم (٣٢٦٣).
(٣) انظر: الإعجاز العلمي في لفظتي المريض والمرض في الأحاديث النبوية، لعبدالبديع حمزة زللي: ٢، وإعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد: ٢/ ٨.
(٤) صحيح مسلم، كتاب السلام، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي: ٤/ ١٧٢٩ برقم (٢٢٠٤).

<<  <   >  >>