للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نباتها، والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله، فلا يبقى ذات ضرس ولا ذات ظلف من البهائم إلا هلكت ... " (١).

ومن المخالفات العقدية فيما يتعلق بهذا الأمر ما يقع لبعضهم نتيجة محاكمة المستقبل للواقع الحالي أن يتأول تلك النصوص في ضوء ما يعايشه هو، ظناً منه أن الشرط سيكون من جنس ما يراه ويعايشه مع كون النص متضمنا لنقيض هذا، فمن أمثلة هذه التأويلات ما ذكره هشام كمال عبدالحميد في كتابه اقترب خروج المسيخ الدجال، حيث قال

[١ - عن القمح الذي مع الدجال]

"بالنسبة لما سيكون مع الدجال من كميات كبيرة من القمح تشبه الجبال، فيمكن تخيله بقيام الشياطين بزراعة مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية تحت الأرض باستخدامهم أساليب زراعية متطورة كالتهجين، وذلك قبل خروج الدجال بعشرات السنوات، ثم تقوم الشياطين بتخزين هذا القمح في صوامع تحت الأرض، وبأسلوب تخزين جيد يحفظها لفترات طويلة حتى يصل حجمها المخزون على مدار عدد من السنوات إلى ما يشبه الجبال، فيخرج الدجال ومعه هذه الكميات التي يغوى بها أهل الأرض" (٢).

[٢ - أمر الدجال السماء أن تمطر]

ويقول: "وبالنسبة لقيام الدجال بأمر السماء أن تمطر فتمطر أمام الناس، فيمكن تخيله بقيام الشياطين بصنع أجهزة علمية للدجال تصنع سحابا صناعيا مزودا بشحنات كهربائية مسجل عليها بصمة صوت الدجال (مثل نظام الخزائن


(١) مسند الإمام أحمد: ٤٥/ ٥٦٠، برقم (٢٧٥٧٩)، قال ابن كثير: لا بأس بإسناده. البداية والنهاية: ١٩/ ١٧٥، وانظر: إتحاف الجماعة: ٢/ ٣٧١.
(٢) اقتراب خروج المسيح الدجال، لهشام كمال عبدالحميد، دار الكتاب العربي، بيروت، ط ١: ٢٩.

<<  <   >  >>