للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه يعلم منه زوال الأرض بطريق الأولى" (١).

وقد أنكر بعضهم زلزلة الأرض يوم القيامة، وقال: إن المقصود بذلك أنه الزلزال الوضعي الصناعي الذي يحصل بواسطة الحفريات وغيرها، يقول أحمد فائق رشد في تفسير سورة الزلزلة: "ليس المقصود هنا زلزلة الأرض الطبيعية ولاشيء كهذا؛ لأن الزلازل الأرضية لا تخرج لنا الأثقال الموجودة في باطن الأرض بل بالعكس إذا كانت الرجة شديدة، والهزة قوية مديدة فتبتلع القرى والمباني" (٢)، ثم قال: "فالمقصود من كلام الله هو غير ذلك بل هو الزلزال الوضعي الصناعي الذي يحدث بواسطة الأيدي البشرية يعني الحفريات العديدة العظيمة التي تقوم بها جماعات وشركات لأغراض مختلفة، منها البحث عن الآثار القديمة، والمدن المطمورة. ومنها -وهو المقصود المطلوب هنا- البحث عن المعادن، الكنوز الثمينة كالذهب والفضة والحديد والنحاس والفحم وسائر المعادن الثقيلة" (٣)، ثم قال: "من يزور منجماً واحداً من مناجم التعدين للحديد مثلاً أو للفحم .. يرى ما يدهش من جبال الأتربة والصخور المستخرجة من باطن الأرض".

بل قال: "والمعنى الباطني: الزلزلة: الشك في الإيمان والاضطراب في الاعتقاد وضعف الثقة بصاحب الأمر، والأرض رمز الأمة" (٤).

ولا شك أن هذا الكلام غير صحيح ولا يستحق الرد عليه، فهو مخالف للنصوص الشرعية، والعقول السوية (٥).


(١) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: ١٥/ ٢٨٨.
(٢) تفسير القرآن من القرآن في دائرة العلم والعقل والواقع المحسوس، لأحمد فائق رشد، مطبعة النصر بالفجالة: ٤٢.
(٣) المرجع السابق: ٤٣.
(٤) المرجع السابق: ٤٩.
(٥) انظر: شوائب التفسير في القرن الرابع عشر، لعبدالرحيم فارس أبو علبة، رسالة دكتوراه بكلية الشريعة التابعة لدار الفتوى بلبنان، جامعة بيروت الإسلامية، مطبوعة بالحاسب الآلي: ١/ ١١٥.

<<  <   >  >>