للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج ابن عبد الحكم، عن مسلم بن يسار، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "استوصوا بالقبط خيرًا، فإنكم ستجدونهم نعم الأعوان على قتال عدوكم" (١) .

وأخرج ابن عبد الحكم، عن موسى بن أبي أيوب الغافقي (٢) ، عن رجل من المربد، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرض، فأُغمي عليه ثم أفاق، فقال: "استوصوا بالأدم الجعد"؛ ثم أُغمي عليه الثانية ثم أفاق، فقال مثل ذلك، ثم أُغمي عليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال القوم: لو سألنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الأدم الجعد! فأفاق، فسألوه فقال: "قبط مصر؛ فإنهم أخوال وأصهار، وهم أعوانكم على عدوكم، وأعوانكم على دينكم"، فقالوا: كيف يكونون أعوانًا على ديننا يا رسول الله؟ فقال: "يكفونكم أعمال الدنيا فتتفرغون للعبادة؛ فالراضي بما يؤتَى إليهم كالفاعل بهم، والكاره بما يؤتى إليهم من الظلم كالمتنزه عنهم" (٣) .

وأخرج ابن عبد الحكيم عن ابن لهيعة، قال: حدثني عمر مولى غفرة (٤) ، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الله الله في أهل الذمة، أهل المدرة السوداء، السحم الجعاد؛ فإن لهم نسبًا وصهرًا". قال عمر مولى غفرة: صهرهم أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسرى منهم، ونسبهم أن أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام منهم. فأخبرني ابن لهيعة أن أم إسماعيل هاجر أم العرب من قرية كانت من أمام الفرما من مصر (٥) .

وقول ابن عبد الحكم: حدثنا عمر بن صالح، أخبرنا مروان القصاص، قال: صاهر إلى القبط ثلاثة أنبياء: إبراهيم عليه الصلاة والسلام تسرى (٦) هاجر،


(١) فتوح مصر ٣.
(٢) في الأصول: "اليافعي" وصوابه من فتوح مصر.
(٣) فتوح مصر ٣، ٤.
(٤) في الأصول: "عفرة" تحريف، صوابه من تقريب التهذيب ٢: ٦٥، وهو عمر بن عبد الله المدني. قال ابن حجر: "ضعيف"، وكان كثير الإرسال.
(٥) فتوح مصر ٤.
(٦) فتوح مصر: "تسرر".