للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقبلت نوب الأيام ثائرة ... إذ كان عونا على الأيام والنوب

ففاجأتنا يد التفريق مسفرة ... عن سفرة طال فيها شجو مرتقب

وجاء من نحو مصر مبتدا خبر ... لكن به السمع منصوب على النصب

قالت دمشق بدمع النهر واخبرا ... فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا ... شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

وكلمتنا سيوف الكتب قائلة ... السيف أصدق إنباء من الكتب

وقال موت فتى الأنصار مغتبطا ... الله أكبر كل الحسن في العرب

لقد طوى الموت من ذاك الفريد حلى ... كانت جلا الدين والأحكام والريب

وخص مغنى دمشق الحزن متصلا ... بفرقتين أبانتها على وصب

بين وموت يئوب الغائبون ومن ... يجمع له مقسما بالله لم يؤب (١)

كادت رياح الأسى والشجو يعكسها ... حتى الغصون بها معكوسة العذب

والجامع الرحب أضحى صدره حرجا ... والنسر ضم جناحيه من الرهب

وللمدارس هم كاد يدرسها ... لولا تدارك أبناء له نجب

من للهدى والندى لولا بنوه ومن ... للفضل يسحب أذيالا على السحب

من للفتوة والفتوى يجالسه ... في الضيعتين وللآداب والأدب

من للتواضع حيث القدر في صعد ... على النجوم وحيث الحكم في صبب

أمضى من النصل في نصر الهدى فإذا ... سلت نصال العدى أوفى من النكب

من للتصانيف فيها رتبة وهدى ... ورجم باغ فيا لله من شهب

من للفضائل والإفضال قد جمعت ... متن السراة إلى دان بها درب

ذو همة في العلا والعلم قد بلغت ... شأو السماك وما ينفك في دأب


(١) لم يرد في الديوان.