للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصر وشيخها. من كبار مشايخ مصر ومقدميهم، قال ابن فضل الله في المسالك: صحب الخزاز، وإليه ينتمي، مات في التيه؛ وذلك أنه ورد عليه وارد فهام على وجهه، فمات به. ومن كلامه: اجتنبوا رياء الأخلاق كما تجتنبوا الحرام. وقال: الوحدة جلسة الصديقين. وقال: ذكر الله باللسان يورث الدرجات، وذكر الله بالقلب يورث القربات.

وقال الذهبي في العبر: صحب الجنيد، وحدث عن الحسن بن محمد الزعفراني وجماعة، وكان ذا منزلة عظيمة في النفوس، وكانوا يضربون بعبادته المثل. وثقة ابن يونس، وقال: توفي في رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة، وخرج في جنازته أكثر أهل مصر؛ وكان شيئا عجبا، ومن كراماته أنه أنكر على ابن طولون يوما شيئا من المنكرات، وأمره بالمعروف، فأمر به فألقي بين يدي الأسد؛ فكان يشمه ويحجم عنه؛ فرفع من بين يديه، وزاد تعظيم الناس له. وسأله بعض الناس: كيف كان حالك وأنت بين يدي الأسد؟ فقال: لم يكن عليَّ بأس؛ ولكن كنت أفكر في سؤر السباع: أهو طاهر أم نجس؟ وجاءه رجل، فقال: لي على رجل مائة دينار، وقد ذهبت الوثيقة، وأخشى أن يُنكر، فادع لي، فقال له: إني رجل قد كبرت، وأنا أحب الحلوى، فاذهب فاشتر لي رطلا، وائتني به حتى أدعو لك، فذهب الرجل فاشترى فوضع له البائع الحلوى في ورقة، فإذا هي وثيقة بالمائة دينار؛ فجاء إلى الشيخ فأخبره، فقال: خذ الحلوى فأطعمها صبيانك (١) .

١٦- أبو علي الرُّوذباري. مر في الشافعية (٢) .

١٧- أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الدينوري الصائغ الزاهد.


(١) العبر ٢: ١٦٣، طبقات الشعراني ١: ٨٧.
(٢) ص٤٠٠.