للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقتلوا أهلها سنة ثماني عشرة وستمائة (١) .

١٣- الموفق عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي موفق الدين أبو محمد. كان عالمًا بأصول الدين والنحو واللغة والطب والفلسفة والتاريخ، في غاية الذكاء شافعيًّا محدثًا. ولد ببغداد سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وتفقه، على ابن فضلان، وصنف التصانيف الكثيرة في أنواع من العلوم، منها شرح المقامات والجامع الكبير في المنطق والطبيعي والإلهي عشرة مجلدات. قام بمصر، ومات ببغداد في ثاني عشر المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة (٢) .

١٤- السيف الآمدي أبو الحسن علي بن علي. صاحب التصانيف النافعة منها، الأحكام وغيره. ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة واشتغل بمذهب الحنابلة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، ومهر في المعقولات حتى لم يكن في زمانه أعلم منه بها، ثم سكن مصر، وتصدر مدة للإقراء بالجامع الظافري، وانتفع به الناس ثم حسده جماعة ونسبوه إلى فساد العقيدة فخرج إلى الشام فمات بها في ثالث صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة (٣) .

١٥- أفضل الدين الخونجي محمد بن ناماوار بن عبد الملك الفيلسوف. ولد سنة تسعين وخمسمائة، وبرع في علوم الأوائل حتى صار أوحد وقته فيها، وصنف الموجز في المنطق والجمل، وكشف الأسرار في الطبيعي، وشرح مقالة ابن سينا وغير ذلك. ولي قضاء الديار المصرية بعد عزل الشيخ عز الدين بن عبد السلام (٤) .

قلت: فاعتبروا يا أولي الأبصار، يُعزل شيخ الإسلام وإمام الأئمة شرقًا وغربًا ويولّى عوضه رجل فلسفي! ما زال الدهر يأتي بالعجائب! مات الخونجي في رمضان سنة اثنتين وأربعين وستمائة.


(١) انظر ابن أبي أصيبعة ٢: ٣٠.
(٢) ابن أبي أصيبعة ٢: ١٧٤.
(٣) إنباه الرواة ٢: ١٩٣.
(٤) ابن أبي أصيبعة ٢: ١٢٠.