للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاشتد طربه (١) . فقال لها: لا بد أن تسأليني حاجةً. فقالت: عافيتك، فقال: ومع هذا؟ (٢) قالت: أحجّ وأمرّ على بغداد (٣) . فأرسلها مع بعض أصحابه فأحججها (٤) ، ثم سار بها على طريق العراق، فلما كانت على مرحلة من بغداد، ذهبت في الليل فلم يُدْرَ أين ذهبت! فلما وصل الخبر إلى تميم تألم ألمًا شديدًا (٥) .

مات تميم سنة ثمان وستين وثمانمائة (٦) .

١٢- علي بن النعمان القيرواني. قاضي قضاة مصر للدولة العبيدية. قال في العبر: كان شيعيًّا غاليًا، شاعرًا مجودًا. مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة (٧) .

١٣- المقداد المصري. ذكره ابن فضل الله في شعراء مصر، وقال: جاء بالبيان وحبره (٨) ، وحقق الإحسان وحرره، وجاء بسحر عظيم، ودرّ نظيم.

١٤- أبو الرقعمق الشاعر صاحب المجون والنوادر أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي. دخل مصر، ومدح المعز وأولاده والوزير ابن كلس، ومات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. قاله في العبر (٨) .


(١) الأبيات التي غنت بها كما ذكره بن كثير.
وبدا له من بعد ما انتقل الهوى ... برق تألق من هنا لمعانه
يبدو لحاشية اللواء ودونه ... صعب الذرا متمنع أركانه
فبدا لينظر كيف لاح فلم يطق ... نظرًا إليه وشده أشجانه
فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه ... والماء ما سمحت به أجفانه
(٢) ابن كثير: "ومع العافية".
(٣) ابن كثير: "تردني إلى بغداد حتى أغني بهذه الأبيات".
(٤) ابن كثير: "فوجم لذلك ثم لم يجد بدًّا من الوفاء لها".
(٥) البداية والنهاية لابن كثير ١١: ٢٩٤، وفي نهاية الخبر: "وندم ندمًا شديدًا حيث لا ينفعه الندم".
(٦) ابن خلكان ١: ٩٨.
(٧) العبر ٢: ٢٦٧.
(٨) العبر ٣: ٧٠.