للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسل شرطه، وكان هشام بن عمرو أحد النفر الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كانت في قريش كتبت. وكان عمرو بن العاص ولي السائب بن هشام شرطه بعد خارجة بن حذافة، وكان أيضًا على شرطه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم عزل مسلمة السائب وولي عابس بن ربيعة المرادي الشرطة، ثم جمع له القضاء مع الشرطة (١) .

وسبب ذلك أن معاوية كتب إلى مسلمة يأمره بالبيعة ليزيد، فأتى مسلمة الكتاب وهو بالإسكندرية، فكتب إلى السائب بذلك، فبايع الناس إلا عبد الله بن

عمرو بن العاصي، فأعاد عليه مسلمة الكتاب فلم يفعل، فقال مسلمة: من لعبد الله بن عمرو؟ فقال عابس بن سعيد: أنا، فقدم الفسطاط، فبعث إلى عبد الله بن عمرو فلم يأته، فدعا بالنار والحطب ليحرق عليه قصره، فأتى فبايع، واستمر عابس على القضاء حتى دخل مروان بن الحكم مصر في سنة خمس وستين، فقال: أين قاضيكم؟ فدعى له عابس -وكان أميًّا لا يكتب- فقال له مروان: أجمعت كتاب الله؟ قال: لا، قال: فأحكمت الفرائض؟ قال: لا، قال: فبم تقضي؟ قال: أقضي بما علمت، وأسأل عما جهلت، قال: أنت القاضي. فلم يزل عابسًا على القضاء إلى أن توفي سنة ثمان وثمانين (٢) .

فولى عبد العزيز بن مروان بشير بن النضر المزني القضاء (٣) .

ثم ولي عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني، وجمع له القضاء والقصص وبيت المال، فكان يأخذ رزقه في السنة ألف دينار على القضاء؛ فلم يكن يحول عليه الحول وعنده ما تجب فيه الزكاة، فلم يزل على القضاء حتى مات سنة ثلاث وثمانين. ويقال: بل ولي في سنة ثلاث وثمانين، ومات في سنة خمس وثمانين.

ثم ولي القضاء مالك بن شراحيل الخولاني، فلم يزل على القضاء حتى مات (٤) .


(١) فتوح مصر: ٢٣٤، ٢٤٥.
(٢) فتوح مصر ٢٣٤، قضاة مصر للكندي ٣١٢.
(٣) قضاة مصر: "وكان أبوه النضر ممن حضر فتوح مصر واختط بها".
(٤) في كتاب قضاة مصر: "ولي القضاء مالك بن شراحبيل من قبل عبد العزيز بن مروان في المحرم سنة ثلاث وثمانين".