للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو يومئذ أمير من قبل السفاح، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فأدخل فيه دار الزبير بن العوام، واحدث له بابا خامسا.

ثم زاد فيه موسى بن عيسى الهاشمي، وهو يومئذ أمير مصر من قبل الرشيد في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة.

ثم زاد فيه عبد الله بن طاهر بن الحسين -وهو أمير مصر من قبل المأمون-

في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة (١) ومائتين؛ فتكامل ذرع الجامع مائتين وتسعين ذراعا بذراع العمل طولا في مائة وخمسين عرضا. ويقال: إن ذرع جامع ابن طولون مثل ذلك سوى الأزقة المحيطة بجوانبه الثلاثة. ونصب عبد الله بن طاهر اللوح الأخضر، فلما احترق الجامع احترق ذلك اللوح، فجعل أحمد بن محمد العجيفي هذا اللوح مكانه، وهو الباقي إلى اليوم.

ولما تولى الحارث بن مسكين القضاء من قبل المتوكل سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، أمر ببناء هذه (٢) الرحبة لينتفع الناس بها، وبلط زيادة بن طاهر، وأصلح السقف. ثم زاد فيه أبو أيوب أحمد بن محمد بن شجاع صاحب الخراج في أيام المستعصم في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

ثم وقع في مؤخر الجامع حريق في ليلة الجمعة لتسع خلون من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، فأمر خمارويه بن أحمد بن طولون بعمارته على يد العجيفي، فأعيد على ما كان، وأنفق فيه ستة آلاف وأربعمائة دينار، وكتب اسم خمارويه في دائرة الرواق الذي عليه اللوح الأخضر (٣) .


(١) في المقريزي: "وصل عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب مولى خزاعة، أميرًا من قبل المأمون في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين، وتوجه إلى الإسكندرية مستهل صفر سنة اثنتي عشرة ومائتين، ورجع إلى الفسطاط في جمادى الآخرة من السنة المذكورة".
(٢) المقريزي: "ورحبة الحارث هي الرحبة البحرية من زياد الخازن، وكانت رحبة يتابع الناس فيها يوم الجمعة".
(٣) المقريزي: "وأمر عيسى النوشري في ولايته الثانية على مصر في سنة أربع وتسعين ومائتين بإغلاق الجامع فيما بين الصوات، فكان يفتح للصلاة فقط، وأقام على ذلك أياما، فضج أهل المسجد ففتح لهم".