للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الحوادث الغريبة الكائنة بمصر في ملة الإسلام من غلاء ووباء وزلازل وآيات وغير ذلك:]

في سنة أربع وثلاثين من الهجرة، قال سيف بن عمر: إن (١) رجلا يقال له: عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأظهر الإسلام، وصار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلامًا اخترعه من عند نفسه، مضمونه أنه كان يقول للرجل: أليس قد ثبت أن عيسى بن مريم سيعود إلى هذه الدنيا (٢) ؟ فيقول الرجل: بلى، فيقول له: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضل منه، فما يمنع أن يعود إلى هذه الدنيا وهو أشرف من عيسى! ثم يقول: وقد كان أوصى إلى علي بن أبي طالب؛ فمحمد خاتم الأنبياء، وعلي خاتم الأوصياء. ثم يقول: فهو أحق بالأمر من عثمان، وعثمان معتد في ولايته ما ليس له. فأنكروا عليه، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر وكان ذلك مبدأ تألبهم على عثمان.

وفي سنة ست وستين وقع الطاعون بمصر (٣) .

وفي سنة سبعين كان الوباء بمصر، قاله الذهبي (٤) .

وفي سنة أربع وثمانين قتل عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي،


(١) الخبر في الطبري ٤: ٣٤٠.
(٢) كذا في الأصول، وعبارة الطبري: "العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب بأن محمدًا يرجع، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} ، فمحمد أحق بالرجوع من عيسى".
(٣) النجوم الزاهرة ١: ١٧٩: "وفيها كان الطاعون بمصر، ومات فيه خلائق عظيمة، وهذا خامس طاعون مشهور في الإسلام".
(٤) في العبر ١: ٧٨.