للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلقي بكل كتاب نحو صاحبه ... تصون نظرته صونًا وتخفيها

فما تمكن عين الشمس تنظره ... ولا تجوز أن تلقيه من فيها

منسوبة لرسالات الملوك فب ... المنسوب تسمو ويدعوها تسميها

أكرم بجيش سعيد ما سعادته ... مما يشكيك فيها فكر حاكيها (١)

حما حمى الغار يوم الغار حرمته ... فيالها وقعة عزت مساعيها!

وقوفه عند ذاك الباب شرفه ... وللسعادة أوقات تؤاتيها

ويوم فتح رسول الله مكته ... عند الدخول إليها من بواديها

صفت تظلل من شمس كتيبته الـ ... خضر أمطره فيها تواليها

فظللته بما كانت تود هوى ... لو قابلتها بأشواق فتنهيا

فعندما حظيت بالقرب أمنها ... فشرفت بعطايا جل مهديها

فما يحل لدى صيد تناولها ... ولا ينال المنى بالنار مصليها

ولا تطير بأوراق الفرنج ولا ... يسير عنها بما فيه امانيها

سمت بملك المعاني غير ذي دنس ... لا ترضيهم، ولو جزت نواصيها

وانظر لها كيف تأتي للخلائق من ... آل رسول بحب كامن فيها

من المقام إلى دار السلام فلم ... يمض النهار بعزم في دواعيها

وربما ضل عنه الهند ملتقطاً ... حبات فلفله وارتد مبطيها

فجاء في يومه في إثر سابقه ... حفظاً لحق يد طابت أياديها

مناقب لرسول الله أيسرها ... لدى نبوته الغراء تكفيها

ومن إنشاء القاضي الفاضل في وصف حمائم الرسائل: سرحت لا تزال أجنحتها محملة من البطائق أجنحة، وتجهز جيوش المقاصد والأقلام أسلحة، وتحمل من الأخبار ما تحمله الضمائر، وتطوى الأرض إذا نشرت الجناح الطائر،


(١) ط: "جاليها".