للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٢ - باب في المعوِّذتَين

١٤٦٢ - حدَّثنا أحمدُ بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابنُ وهب أخبرني معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية

عن عقبة بن عامر، قال: كنت أقودُ برسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ناقتَه في السفر،

فقال لي: "يا عُقْبَةُ، ألا أعلمكَ خير سورتَيْن قُرئتا؟ " فعلَّمني {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قال: فلم يرني سُررتُ بهما جداَ، فلما نزلَ لصلاة الصبح، صلّى بهما صلاةَ الصبح للناس،

فلما فَرَغَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - من الصلاة، التفتَ إليَّ فقال: "يا عُقْبَة كيفَ رأيتَ؟ " (١).


= وهو في "مسند أحمد" (١١٣٠٦)، و"صحيح ابن حبان" (٧٩١).
قال القرطبي المحدث: اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله تعالى
يتضمنان جميع أصناف الكمال لم يوجد في غيرها من السور، وهما الأحد الصمد،
لأنهما يدلان على أحدِية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال، وبيان ذلك أن "الأحد" يشعر بوجود الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنه الذي انتهى إليه سؤدده، فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولا يتم ذلك على التحقيق إلا لمن حاز جميع خصال الكمال، وذلك لا يصلح إلا لله تعالى، فلما اشتملت هذه السورة على معرفة الذات المقدسة، كانت بالنسبة إلى تمام المعرفة بصفات الذات وصفات الفعل ثلثاً.
(١) إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، ومعاوية: هو ابن صالح الحضرمي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٧٩٩) من طريق أحمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي (٧٧٩٤) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>