للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٢٧ - حدَّثنا القعنبيُّ، عن مالك، عن يحيى بنِ سعيد، عن عَمرَةَ بنتِ عبدِ الرحمن بنِ سعد بنِ زُرارة، أنها أخبرتْه

عن حَبيبةَ بنتِ سهلٍ الأنصارية: أنها كانت تحتَ ثابتِ بنِ قَيْسِ بنِ الشمَّاس، وأن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - خَرَجَ إلى الصبحِ، فَوَجَدَ حبيبةَ بنتَ سهل عندَ بابه في الغَلَسِ، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: "مَنْ هذه؟ " فقالت: أنا حبيبةُ بنتُ سهلٍ، قال: "ما شأنُك؟ " قالت: لا أنا ولا ثابتُ بنُ قيس - لزوجها - فلما جاء ثابتُ بنُ قيس قال له رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: "هذه حبيبةُ بنتُ سهل" وذكرت ما شاء الله أن تَذكُرَ، وقالت حبيبةُ: يا رسولَ اللهِ، كُلُّ ما أعطاني عندي، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - لثابتِ بنِ قيس: "خُذْ مِنْها" فأخذ منها، وجَلَسَتْ في أَهْلِهَا (١).


(١) إسناده صحيح. القعنبيُّ: هو عبدُ الله بن مسلمة، ومالك: هو ابن أنس، ويحيي بن سعيد: هو الأنصاري.
وهو عند مالك في "الموطأ" ٢/ ٥٦٤ ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (٥٦٢٧).
وهو في "مسند أحمد" (٢٧٤٤٤)، و"صحيح ابن حبان" (٤٢٨٠).
قال السندي: قولها: لا أنا ولا ثابت بن قيس، أي: لا أجتمع أنا ولا ثابت.
وجلست في أهلها، قيل: فكان ذلك أول خلع في الإسلام.
وقد جاء في الرواية التالية ما يبين علة سؤالها الخُلعَ من زوجها من حديث عمرة، عن عائشة فقد جاء فيه: "أنه ضربها فكسر بعضها"، ويؤيده روايةُ الرُّبَيِّع بنت مُعَوّذٍ عندَ النسائي في "الكبرى" (٥٦٦١)، وفيه: أنه ضرب امرأته فكسرَ يدها. وإسناده حسن.
قال في "المغني" ١٠/ ٢٧٤: اختلفت الرواية عن أحمد في الخلع، ففي إحدى
الروايتين أنه فسخ، وهذا اختيار أبي بكر وقول ابن عباس وطاووس وعكرمة وإسحاق وأبي ثور وأحد قولي الشافعي. والرواية الثانية: أنه طلقة بائنة روي عن ذلك عن سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وقبيصة وشريح ومجاهد، وأبي سلمة بن عبد الرحمن والنخعي والشعبي والزهري ومكحول وابن أبي نجيع ومالك والأوزاعي والثوري وأصحاب الرأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>