للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال معمرٌ: قال الزهريُّ: فحذَثني رجلٌ، عن أبي هريرة أنه سَمِع رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - يقولُ: " لا يُورِدَنَّ مُمرِضٌ على مُصِحٍّ" قال: فراجَعَه الرجلُ، فقال: أليس قد حدَّثتنا أن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - قال: "لا عَدْوى ولا صَفَر ولا هامة؟ " قال: لم أُحدِّثْكموه، قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حَدَّثَ به، وما سمعتُ أبا هريرة نَسِيَ حديثاً قطُّ غيرَه.

٣٩١٢ - حدَّثنا القعنبيُّ، حدَّثنا عبدُ العزيز -يعني ابنَ محمد-، عن العلاء، عن أبيه

عن أبي هريرِة، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: "لا عَدْوى، ولا هَامةَ، ولا نَوْءَ ولا صَفرَ" (١).


= المائل والسفينة المعيوبة ... واختار هذا التأويل وقال: هو أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث الواردة فيه، ثم لأن القول الأول يفضي إلى تعطيل الأصول الطبية، ولم يرد الشرع بتعطيلها، بل ورد بإثباتها والعبرة بها على الوجه الذي ذكرناه.
وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"١٠/ ١٨٩ - ١٩٠: ثابت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا عدوى" وإنما أراد به على الوجه الذي كانوا يعتقدون في الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله عز وجل، وقد يجعل الله تعالى بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سبباً لحدوث ذلك به، ولهذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: "لا يورد ممرض على مصح" وقال في الطاعون: "من سمع به في أرض فلا يقدمن عليه" وغير ذلك مما في معناه، وذلك ذلك بتقدير الله عز وجل.
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدَّراوَرْدي- وقد توبع. القعنبيُّ: هو عبد الله بن مَسْلَمة بن قَعْنَب والعلاء: هو ابن عبد الرحمن الحُرقي.
وأخرجه مسلم (٢٢٢٠) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به.
وهو في "صحيح ابن حبان" (٦١٣٣).
وانظر ما قبله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>