للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أنس: أن رجلاً قال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أين أبي؟ قال: "أبوكَ في النار" فلما قَفَّى قال: "إنّ أبي وأباكَ في النار" (١).

٤٧١٩ - حدَّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدَّثنا حمادٌ، عن ثابتٍ

عن أنس بن مالكٍ، قال:"إنّ الشَّيطانَ يجري من ابن آدمَ مجرى الدَّم" (٢).


(١) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، وقد تفرد برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، وخالفه معمر عن ثابت- فيما قاله السيوطي في رسالته "مسالك الحسّنفا في والدي المصطفى" المدرجة في الحاوي ٢/ ٤٠٢، ٤٤٤ - فلم يذكر "إن أبي وأباك في النار"، ولكن قال له: "إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار"، ومعمر أثبت من حيث الرواية من حماد بن سلمة، فإن حماد تكلم في حفظه، ووقع في أحاديثه مناكير ذكروا أن ربيبه ابن أبي العوجاء دسَّها في كتبه، فحدث بها فوهم فيها، أو أنه تصرف فرواه في المعنى. وانظر بسط الكلام عليه. في "مسند أحمد" (١٢١٩٢).
وأخرجه مسلم (٢٠٣) (٣٤٧) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وهو عند ابن حبان في "صحيحه" (٥٧٨).
قوله: "قَفَّى"، أي: ذهب مُوَلِّيَاً، وكأنه من القفا، أي: أعطاه قفاه وظَهْره. قاله ابن الأثير في "النهاية".
(٢) إسناده صحيح. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني.
وأخرجه مسلم (٢١٧٤) (٢٣) عن عبد الله بن مسلمة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. بلفظ: أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان مع إحدى نسائه، فمرّ به رجل فدعاه، فجاء. فقال: "يا فلان هذه زوجتي فلانه" فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من كنتُ أظن به، فلم أكن أظن بك فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فذكره.
قوله: "يجري" قال الحافظ في "الفتح" ٤/ ٢٨٠: قيل: هو على ظاهره وأن الله تعالى أقدره على ذلك، وقيل: هو على سبيل الاستعارة من كثرة إغوائه، وكأنه لا يفارقه كالدم، فاشتركا في شدة الاتصال، وعدم المفارقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>