للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابنِ عباسِ، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعوِّذُ الحسنَ والحسينَ "أُعيذُكُما بكلماتِ الله التامّة، من كلِّ شَيطان وهامَّةِ، ومِنْ كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ، ثم يقول: كان أبوكم يعوِّذُ بهما إسماعيلَ وإسحاق" (١).

قال أبو داود: هذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق (٢).

٤٧٣٨ - حدَّثنا أحمدُ بنُ أبي سريج الرازيُّ وعلي بنُ الحسين بن إبراهيمَ وعليُّ ابنُ مسلمٍ، قالوا: حدَّثنا أبو معاويةَ، حدَّثنا الأعمش، عن مسلمٍ، عن مسروقٍ

عن عبدِ الله، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم -: "إذا تَكَلَّمَ الله بالوحي سَمعَ أهلُ السماء للسّماء صَلْصَلةَ كجَرِّ السِّلَسلَة على الصَّفا، فيُصعَقون، فلا يَزالونَ كذلك حتى يأتيهُم جبريلُ عليه السلام، حتى إذا جاءَهم


(١) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعمر.
وأخرجه البخاري (٣٣٧١) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١٠٧٧٩) عن محمَّد بن قدامة، عن جرير، به.
وأخرجه ابن ماجه (٣٥٢٥)، والترمذي (٢١٨٨)، والنسائي في "الكبرى" (٧٦٧٩) و (١٠٧٧٨) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢١١٢)، و "صحيح ابن حبان" (١٠١٢) و (١٠١٣).
قوله: "هامَّة" قال السندي في "حاشيته على "المسند": بتشديد الميم: كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام.
و"لامّة": بتشديد الميم، أي: ذات لمم، واللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب السوء.
قال الخطابي: وكان أحمد بن حنبل يستدل بقوله: "بكلمات الله التامة" على أن القرآن غير مخلوق، وهو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يستعيذ بمخلوق، وما من كلام مخلوق إلا وفيه نقص، والموصوف فيه بالتمام هو غير المخلوق، وهو كلام الله سبحانه.
(٢) مقالة أبي داود هذه أثبتناها من هامش (هـ)، وأشار هناك إلى أنها في رواية أبي عيسى الرملي.

<<  <  ج: ص:  >  >>