للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال: وكان عالماً صاحب حديث كأبيه، ويغلب على الظن أن تضعيف أبي حاتم له وإسحاق بن راهويه للإرجاء، وليس ذلك بجرح، لأن الإرجاء كما يقول الذهبي في ترجمة مسعر من "الميزان": مذهب لعدة من جلة العلماء لا ينبغي التحامل على قائله.
وأخرجه البيهقى في "السنن" ١٠/ ٢٣٩ من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٨٧١) عن إسحاق، عن علي بن حسين، به.
وفي الباب عن ابن جرير الطبري في "التفسير" ٩/ ٤٨٨، وابن أبي شيبة ٨/ ٧٠٦ - ٧٠٧، وابن أبى حاتم في "التفسير" كما عند ابن كثير ٦/ ١٨٦ من طريق محمَّد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي الحسن سالم البراد مولى تميم الداري قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاء حسان بن ثابت، وعبد الله ابن رواحة، وكعب بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم يبكون، فقالوا: قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء، فتلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، قال: أنتم {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}، قال: أنتم، {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا}، قال: أنتم.
ورواه ابنُ أبي حاتم كما عند ابن كثير في "التفسير" ٦/ ١٨٦ من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة قال: لما نزلت: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} إلى قوله: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}، قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد علم الله أنى منهم، فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلى قوله: {يَنْقَلِبُونَ}.
وقال ابن كثير: وهكذا قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وزيد بن أسلم، وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم، ولا شك أنه اسثناء، ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر، ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم، ولكن هذا الاسثناء بدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، حتى يدخل فيه من كان متلبساً من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب، ورجع وأقلع، وعمل صالحا، وذكر الله كثيراً في مقابلة ما تقدم من الكلام السيئ، فإن الحسنات يذهبن السينات، وامتدح الإِسلام وأهلَه في مقابلة ما كذب بذمه.
وقول ابن عباس:"فنسخ من ذلك"، المراد به: التخصيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>