للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠١٨ - حدَّثنا محمدُ بنُ كثير، أخبرنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنسِ بن مالكٍ

عن عبادةَ بنِ الصَّامِتِ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "رُؤيا المُؤمنِ جُزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءاً من النُّبؤَةِ" (١).

٥٠١٩ - حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا عبدُ الوهَّاب، عن أيوبَ، عن محمدٍ

عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: "إذا اقترَبَ الزَّمانُ لم تَكد رؤيا المُؤمن أن تكذِبَ، وأصدقُهُم رؤياً أصدقُهُم حديثاً، والرؤيا


= ابن عباس أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك في مرض موته، أخرجه مسلم (٤٧٩) وأبو داود (٨٧٦) والنسائي في "الكبرى" (٦٣٧) من طريق عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس، أن النبي-صلى الله عليه وسلم- كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه، والناس صفوف خلف أبي بكر فقال:" يا أيها الناس لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" وللنسائي في "الكبرى" (٧٥٧٤) من رواية زفر بن صعصعة عن أبي هريرة رفعه "إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة" وهذا يؤيد التأويل الأول.
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٦٩٨٧)، ومسلم (٢٢٦٤)، والترمذي (٢٤٢٤)، والنسائي في "الكبرى" (٧٥٧٨) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٢٩٣٠) و (٢٢٦٩٧).
قال البغوي في "شرح السنة" ١٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤: قوله: "جزء من النبوة": أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءاً من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي. وقرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: ١٠٢].
وقيل: معناه: أنها جزء من أجزاء علم النبوات، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية، أو أراد به أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة" أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>