للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨ - باب مَن لم يتوضَّأ إلا من الغَشْيِ المُثْقِلِ

١١٦ - عن أَسماءَ بنتِ أبي بكر قالَتْ: أَتيتُ عائشةَ زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خَسَفَتِ الشمسُ، فإذا الناسُ قيامٌ يُصلُّون، وإذا هي قائمةٌ تُصلي، فقلتُ: ما للناسِ؟ فأشارت بيدها (وفي رواية: برأسِها ٦٩/ ٢) نحوَ السماءِ، وقالت: سبحانَ الله، فقلت: آيةٌ؟ فأشارتْ [برأسها] أنْ (وفي رواية: أيْ) نعم، فقمتُ، [فأطالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ جداً ٢٢١/ ١] حتى تَجَلَاّني الغَشْيُ (١٥)، و [إلى جَنبي قِربةٌ فيها ماءٌ، ففتحتُها، فـ] جعلتُ أصُبُّ فوق رأسي ماءً، [فقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأطالَ القيامَ، ثم رَكَعَ، فأطال الركوع، ثم قام، فأطال القيامَ، ثم ركع، فأطال الركوعَ، ثم رفع (١٦)، ثم سجدَ، فأطال السجودَ، ثم رفعَ، ثم سجدَ، فأطال السجودَ، ثم قامَ، فأطال القيامَ، ثم ركعَ، فأطال الركوع، ثم رَفَعَ، فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع ثم رفع، فسجدَ، فأطال السجودَ، ثم رفعَ، ثم سجدَ، فأطال السجود ١٨١/ ١،] [فانصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد تجلَّت الشمسُ، فَخَطَبَ الناس] و، حَمِدَ الله، وأثنى عليه [بما هو أهله]، ثم قال: [أما بعد - قالت: ولَغِط (١٧) نسوة من الأنصار، فانْكَفَأْتُ (١٨) إليهن لأُسكِتَهُنَّ، فقلت لعائشة: ما قال؟ قالت:] "ما مِنْ شيء كنتُ لَمْ أرَهُ إلا قد رأيتُه في مقامي هذا، حتى الجنةُ والنارُ،


(١٥) أي غطاني (الغشي)، وهو مرض يعرض من طول التعب والوقوف، وهو ضرب من الإغماء، إلا أنه دونه، وإنما صبَّتْ أسماء الماء على رأسها مدافعة له.
(١٦) هذا هو الرفع من الركوع الثاني إلى القيام بعده، وهو طويل أيضاً كما جاء في بعض أحاديث صلاة الكسوف، وهي مجموعة عندىِ في جزء.
(١٧) من اللَّغَطِ، وهو صوت وضجّة لا يفهم معناها.
(١٨) أي: ملت وذهبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>