للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمذكور هنا من ذلك، فإن هذا من المصنف اقتباس من حديث: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجَدِّدُ لها أمر دينها"، يأتي وأنه أخرجه الحاكم والبيهقي وأبو داود (١)، قال المصنف في المرقاة (٢): اتفق العلماء على تصحيحه، منهم الحاكم والبيهقي، ونص على صحته من المتأخرين الحافظ أبو الفضل ابن الحجر (٣)، وقد اختلف في معناه على أقوال، وألف فيه المصنف رحمه الله مؤلفًا سماه: (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة) وقد أشار بأن المراد


(١) أخرجه أبو داود (٤٢٩١) وقال أبو داود: "رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، لم يجز به شراحيل". والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٦٧)، والبيهقي في معرفة السنن (٤٢٢) وفي مناقب الشافعي (١/ ٥٣)، والطبراني في الأوسط (٦٥٢٧) والخطيب البغدادي في تاريخ (٢/ ٦١) والداني في السنن الواردة في الفتن (٣٦٤) والهروي في ذم الكلام (١٠٩٨)، وابن عساكر في تنبيه كذب المفتري (ص ٥١ - ٥٢) وابن كثير في مناقب الشافعي (ص ١٣٥) في البداية والنهاية (١٠/ ٢٥٣). والحديث صحيح، وقد صرح بصحته عدد من الأئمة وممن نص على صحته أبو الفضل العراقي وابن حجر، والحاكم وقال السخاوي: سند صحيح، رجاله كلهم ثقات، انظر: توالي التأسيس لمعالي محمَّد بن إدريس لابن حجر (ص ٤٥ - ٤٩)، وقال: "فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى". والمقاصد الحسنة (ص ٢٠٣) وفيض القدير للمناوي (٢/ ٢٨٢)، وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة (٢/ ١٥٠ رقم ٥٩٩) وحكم عليه بالصحة، وقال: "رجاله ثقات، رجال مسلم". وقال صاحب عون المعبود (١١/ ٢٦٧) (العلمية): ومعنى كلام أبي داود: أي لم يجاوز بهذا الحديث على شراحيل، فعبد الرحمن قد أعضل هذا الحديث وأسقط أبا علقمة وأبا هريرة، والحديث المعضل: هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي الحاصل أن الحديث مروي من وجهين، من وجه متصل ومن وجه معضل، أما قول أبي علقمة فيما أعلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المنذري: الراوي لم يجزم برفعه، وعقب عليه صاحب عون المعبود بقوله: نعم، لكن مثل ذلك لا يقال من قبل الرأي، إنما هو من شأن النبوة فتعين كونه مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) انظر مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (٤/ ٤٤٠) بتحقيقنا، وقال السيوطي: قد أفردت في شرح هذا الحديث تأليفاً مستقلاً سميته "التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة" وأنا ألخص فوائده هنا فأقول: ... ثم سردها من (٤٤٠ إلى ٤٥٢).
(٣) انظر: توالي التأسيس لابن حجر (ص: ٤٥ - ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>